إن أسوأ ورطه تقع فيها هي أن يستحوذ علينا أي شئ جدا جدا...
حتى
الفرح حينما يستحوذ علينا جدا جدا فأنه يهزنا فيما يشبه الحزن..إننا من
فرط خوفنا علي هذا الفرح ..و من فرط لهفتنا علي أن يطول ..و من فرط ذعرنا
من أن ينتهي...نفرح بحزن...إن فرحنا جدا جدا..فرح اليم ..فرح يرتجف..فرح
يبكي..
و الحب جدا جدا ..حب مر غيور ملتهب..يعمي صاحبه..إن فيه نفورا و بغضا بقدر ما فيه من حب..انه لعنه .
و
الثراء جدا جدا ..هو فقر مدقع..فقر في الحواس..حواس الغني جدا..المترف
جدا..المتخم..تتبلد و تتكاسل......أشواقه تكسل..و لهفاته تكسل..ولماذا
يشتاق ..و لماذا يتلهف..و كل شيء بين يديه...
و الضعف جدا ..يؤدي إلى جبروت الشخصية و قسوتها..و أصحاب العاهات جبابرة...و القصار جدا بهلوانات سيرك.
و أدنياء الأصل طموحون طلابون للعلا..
و أبناء الوجهاء عواطليه
و الاستقامة بشده تؤدي إلى الضيق بالاستقامة .
و
كل شيء يزيد عن حد ينقلب إلى ضده . و جدا جدا هي الجرس الذي يدق لتنقلب
الصفات علي رأسها..البركات تصبح لعنات و السيئات تصبح حسنات..
و السعادة ليست في أن يكون عندك الكثير جدا...فأن القليل الذي تحبه يسعدك اكثر من الكثير الذي لا تحبه .
و القليل يحرك الشهية بينما الكثير يميتها .
لذلك
اعتقد أن اسعد الطبقات هي الطبقة المتوسطة..لأنها تملك القليل من كل شئ
فهي ليست معدمة مفلسة كالطبقه الدنيا و ليست متخمة كالطبقه الراقية..
و الذي يقول لي..الهي يرزقك بمليون جنيه..كمن يقول لي..الهي يرزقك بكارثة......
إن
المليون جنيه في يد واحده هي في الواقع امكانيه ظلم لا نهائيه لآلاف
الأيدي التي لا تملك..و امكانيه ظلم لصاحبها لأنها تضعه في قائمه الذين
يملكون كثيرا جدا و يخسرون من أرواحهم بقدر ما يكسبون لأرصدتهم.
و لهذا فأنا اشعر بالسعادة..لأنني رجل متوسط...
إيرادي متوسط ..و صحتي متوسطة..و عيشتي متوسطة..و عندي القليل من كل شئ ..و هذا معناه أن عندي الكثير من الدوافع..
و الدوافع هي الحياة
إنها المتجمد الذي نفك منه كل يوم الرغبات التي نعيش بها
الدوافع هي الترجمة الحرفية لكلمه روح..
آني
أدعو الله لقارئ هذه السطور ان يمنحه الله حياه متوسطة..و يعطيه القليل من
كل شئ ..و هي دعوه طيبه و الله العظيم ,دعوه مخلصه لوجه الخير و الحب
.....