حذرت جريدتا الجارديان والإندبندنت البيطانيتين يوم الجمعة من تداعي النظام السعودي، إذا لم تقم المملكة بعمل إصلاحات سياسية حقيقية ترضي الشعب السعودي، في الوقت الذي تشهد في كافة العواصم العربية تظاهرات احتجاجية ضد انظمة الحكم فيها، بعد ثورتي مصر وتونس وسقوط النظام في كلا البلدين.
من جانبها، أكدت الجارديان في تقريراً لها يوم الجمعة، أن مجموعة من المثقفين في السعودية حذروا من أن منحة الإنفاق الكبيرة التي أعلنها الملك ليست بديلاً عن الإصلاح السياسي.
وكان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أعلن عن خطط إنفاق وعلاوات ومنح اجتماعية بنحو 36 مليار دولار، مستبقا احتجاج ضد الحكومة يجري الإعداد له الشهر المقبل.
ودعا مجموعة من العلماء والمثقفين السعوديين في بيان لهم العائلة المالكة للتعلم من الانتفاضات الأخيرة في الخليج وشمال افريقيا، وان تصغي لمطالب شباب المملكة المحبط، الذي يخطط لما اسماه ''يوم غضب'' في 11 مارس المقبل.
ويقول تقرير الجارديان إن المحللين يرون ان ملك السعودية، البالغ من العمر 86 عاماً، والذي وعد بإصلاحات لدى اعتلائه العرش في 2005 لم يغير كثيراً من الوضع الراهن.
ورغم الثروة النفطية الهائلة إلا أن السعودية بها ذات المشاكل التي اشعلت فتيل الثورة في الدول العربية الأخرى، فنصف عدد السكان تحت سن 18 عاماً، وعكس بقية دول الخليج التي لا توجد بها بطالة كبيرة فإن 40% من الشباب السعودي من سن 20 إلى 24 عاطل عن العمل.
ويشير التقرير إلى ان الدعوة للاحتجاج على موقع فيسبوك لم تحظ حتى الأن بردود الفعل التي لاقتها دعوات مماثلة في مصر وتونس، فلم يسجل على صفحة مظاهرة الشهر المقبل في السعودية سوى عدة مئات حتى الأن.
إلا ان بعض المحللين يرون أن 20 مليوناً من سكان المملكة البالغ عددهم 27 مليوناً يشعرون بالانفصال التام عن الدولة، مما يشكل قنبلة معارضة موقوتة، وفقاً لتقرير الجريدة البريطانية.
من جهتها، نشرت جريدة الإندبندنت البريطانية مقالاً يوم الجمعة تحت عنوان ''ربما لا تسقط السعودية، لكنها لو سقطت سيتغير العالم''.
يركز كاتب المقال، الدكتور فواز جرجس مدير مركز الشرق الأوسط بجامعة لندن، على ان احتمال تكرار ما حدث في مصر وتونس والأن في ليبيا في السعودية بعيد.
وبعد الإشارة الى التغيير في العالم العربي يقول ''لكن إذا كانت الثورة ستقف في مكان ما ففي الأغلب في الصحراء على باب بيت آل سعود حيث أكبر امدادات النفط العالمية''.
يرى الكاتب أنه رغم وجود فقر، إلا ان سكان السعودية أفضل حالاً وأن الحكام يستخدمون المال لمنع المعارضة، وهو ما فعله الملك مؤخراً.
ويضيف كاتب المقال ''كما أن تركيبة المجتمع تجعل المملكة أقل عرضة ''للثورة''، لأن عنصري النظام الرئيسيين، الحكومة ورجال الدين السنة المحافظين، متحدين''.
لكن الدكتور فواز جرجس يخلص في نهاية مقاله إلى القول ''على العالم أن ينظر إلى الوضع بترقب، فإذا سقطت السعودية، وهو احتمال بعيد، سيكون هناك زلزال في الاقتصاد العالمي، يعتقد كثير منا أن السعودية أكبر من أن تسقط، لكن إذا كنا مخطئين، فان أثر ذلك على العالم سيكون مدمراً''.